هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مديـــ المنتدى ــــر
مديـــ   المنتدى   ــــر
Admin


ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة Empty
مُساهمةموضوع: هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة   هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة Emptyالسبت ديسمبر 29, 2007 10:11 am

هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة
يعري النظام ويفضح جهل السُلطة

29/12/2007


هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة 28m25

القاهرة ـ القدس العربي ـ من كمال القاضي: في وقت تتصاعد فيه درجة الغليان إلي حدها الأقصي، حيث الإرهاصات السياسية والصدام الوشيك بين الحكومة والشعب، تقف السينما لترصد من قلب الأحداث المتغيرات عن كثب وتدلي بشهادتها بكل شجاعة وجرأة، إذ لا معني للصمت غير التواطؤ، ذلك ما خشي يوسف شاهين أن يوصم به فبادر بإعلان رأيه علي الملأ مجسدا بالصوت والصورة في فيلمه هي فوضي ، فقد صنع الرجل بانوراما كاملة عما يراه موضع تساؤل وشك وأعرب عن رغبة 70 مليون مواطن في طرح المزيد من الأسئلة وانتظار ما يليق من إجابة لا تحتمل المراوغة والتضليل.
اختار شاهين الفوضي عنوانا إستنكارياَ يسبق تفاصيل فيلمه الشائك، كأنما يريد تحديد موقفه من البداية والتأكيد علي ثباته في خندق المعارضة، حتي لا يلتبس الأمر علينا فنظنه باع القضية وتحالف مع شيطان السُلطة!
من هنا كانت النية صادقة في التفتيش بعين الكاميرا في عورات النظام القائم وفتح ملف التجاوزات الأمنية المسكوت عنه لأول مرة بغير حذر أو خوف، فبؤرة الصداع تحددت في تلك النقطة وما عداها من تفاصيل كان مجرد زوائد لم يكن يضير الفيلم في شيء لو تم استئصالها، لا سيما وأن كل ما يتراكم من سلبيات يترتب علي إنحراف السلطة التنفيذية عن مسارها الصحيح في علاقتها بالشعب، وهذا بالضبط ما عبرت عنه صراحة السيناريست ناصر عبدالرحمن وعبر عنه الأستاذ والتلميذ يوسف شاهين وخالد يوسف تعبيرا سينمائيا دقيقا لم يمسك العصا من المنتصف ولم يعوض بالتوريات والإيهامات عن المشاهد السياسية الملتهبة التي شكلت في مجملها دائرة أغلقت علي المعاني وفضحت أشكال الفوضي والتعسف ولفتت النظر إلي أخطار القمع والديكتاتورية، فـ حاتم أمين الشرطة المستبد يمثل الحكومة مع ملاحظة وزن الإسم وإيقاعه، حيث حاتم توازي حاكم لتأكيد الإشارة ودلالتها فيصبح الرمز معبرا عما ينطوي عليه سلوك الشخصية فهو إنتهازي وجشع ويميل إلي العنف لتصوره أن إحكام القبضة علي مقاليد الأمور يضمن استمراره في الكرسي ويحميه من شرور العامة والغوغاء، غير أنه أي حاتم أمين الشرطة خادم مطيع يمشي في ركب السلطة الأعلي ويتلقي تعليماته من مأمور القسم، بل ويزايد عليه في الضبط والربط وتطبيق السياسة الخارجة علي القانون بجهــــــــل وغشم، بيد أن حالة البطش والقوة التي يبدو عليها أمين الشرطة هي في واقع الأمر ضعف مهني يخبئها وراء هذا العنفوان المزيف وهو ما تكشف عنه الأحداث فيما بعد، حيث التزاوج الداخلي بين الضعف والقوة المتمثلان في حب حاتم لجارته منة شلبي نور ووهنه الشديد أمامها وتلك القوة المستعارة التي تتصرف برعونة وصلف فتوقع صاحبها في المحظور وتدفعه إلي ارتكاب مزيد من الجرائم فيهون عليه اغتصاب الحبيبة الوطن برغم ما يربطه بها من وله وحب مصدره الرغبة في التملك وعشق السلطة، الجريمة التي تم صياغتها دراميا علي نحو فاجع يبرز الســــلوك الوحشي لدي القوة الغاشمة وينوه عن ساديتها ، فضلا عن استهانتها بالقانون الذي يرمز إليه وكيل النيابة، إذ نلمح وجود تضاد بين القانون والسلطة التنفيذية مجسدا في الصراع المستمر بين خالد صالح أمين الشرطة، يوسف الشريف، وكيل النيابة الشاب الذي يشدد علي تحقيق العدالة في غياب الضمير الجمعي للعاملين في معية النظام الحاكم الذي يسعي لتقويض سلطات الأطراف الأخري بما فيها الشعب نفسه المستهدف الرئيسي في خطة الهيمنة، يرتكب أمين الشرطة العديد من الجرائم وينتهك كافة الحقوق الإنسانية، بل إنه يحول حجز النساء في قسم الشرطة إلي وكر دعارة، وهو ما يستغله يوسف شاهين كرمز للدعارة السياسية التي تمارس من الداخل تحت سمع وبصر الحكومة، فيما نري شخصية هالة صدقي ناظرة المدرسة وأم وكيل النيابة تقود جبهة إصلاح بمفردها محتمية في القانون، حيث ترفض المتاجرة بالدين في لعبة الانتخابات وتمزق الملصقات الدعائية لمرشح الإخوان التي وضعها بالقوة في فناء المدرسة منتهكا حرمة المؤسسة التعليمية كواحدة من المؤسسات الحيوية المهمة التي طالتها أيدي الانتهازية والسلفية، وشيئا فشيئا يقرب الثلاثي ناصر عبدالرحمن ويوسف شاهين وخالد يوســــف المشهد ليكون أكثر وضوحا فيعرجوا بنا علي الكثير من الخطايا والمثالب السيـاسية، لعل أهمها مداعبة الغرب لأحلامنا وإجهــــــاضه لمستقبلنا ومشروعنا القومي، ذلك المعنــــي المختزل في العلاقة العاطفية ـ القسرية الناشئة بين وكيل النيابة المستقيم والفتاة المتفرنجة النازعة إلي التحرر من القيود الاجتماعية ـ الراغبة في امتلاك شخص ذي حيثية ليكون ظهـــــرا تتكئ عليه وتقوده إلي حيث تشاء بتأثير المال والسطوة والنفوذ، قبل أن تفشل العلاقة إثر تخلص الفتاة اللعوب من جنينها الذي حملته سفاحا من رجل القانون، وفي ذلك أيضا إشارة ذكية وبليغة للعلاقة الواهية التي تربطنا بالغرب ونسعي لتوثيقها بالاتفاقيات والقوانين الشرعية، بينما يتنصل الغرب نفسه من تلك العلاقة ولا يلتزم بأية اتفاقيات أو عهود، وربما يكون هذا التفسخ في العلاقة هو الذي حافظ علي روح القانون وحماها من الفساد والتورط في جرائم أخلاقية لا قبل لنا بها.
يشير المخرج يوسف شاهين بحسه السياسي المرهف الي العلاقة المرتبكة بين السلطة الحاكمة والبلد من خلال الشخصيتين الرئيسيتين حاتم ونور فحاتم يقاوم رفض نور له بالتحايل والتزلف والنفاق ومحاولة تجميل نفسه ليبدو لائقا ومناسبا لها فيبالغ في ارتــــداء الألوان الزاهية ويلجـأ إلي استخدام الباروكة ليواري صلعته الظـــــــاهرة وينفق من ماله السحت بسخاء ليدخل الحبيـــبة في شرك الخديعة فيما تصر هي علي رفضه وتؤكد له مرارا بأنه ليس الرجل الذي يناســـــبها، وإزاء الرفض المتكرر يبحث أمين الشرطة عن وسيلة أخري تمكنه من الاستمتاع بها ولو بشكل نسبي فنراه يتلصص عليها من فتحة ضيقة في شباك الحمام ويرسم لها صورة بالحجم الطبيعي وهي عارية يضعها في غرفة نومه يتغزل فيها تارة ويطلق عليها الرصاص تارة أخري، أي أنه الإحساس المضطرب ما بين الحب والانتقام، فالشخصية في كلا الحالتين غير سوية وتأتي بأفعال شاذة كشذوذها في استخدام سلطاتها وميلها الفطري إلي الإنحراف والعنف واستخدام القوة في قمع الخصوم أو ما تتصور أنهم خصوم.
هكذا يطرح السيناريست والمخرجان الكبيران الشخصية علي الرأي العام ليجري عليها مباديء التحليل النفسي لافتين النظر إلي الخلفية الاجتماعية المتردية والظروف القهرية التي قادتها إلي السلوك المشين، ولكن يلاحظ هنا أن التبرير الاجتماعي للانحراف جاء علي لسان الشخصية ذاتها وهو تبرير لا يعتد به كثيرا لأنه يأتي في سياق الدفاع عن النفس وليس لارتباطه، لحقيقه علمية وهو ما لا يمكن معه إلتماس العذر للجاني أو تبرئته لكنه بالكاد يوضع في الاعتبار بوصفه ضرورة درامية يحتمها الصراع الداخلي لشخصية حاتم.
يأتي أيضا مشهد النهاية محملا بالمفاهيم والدلالات، حيث الثورة الشعبية هي الطريقة الأمثل للإصلاح، إذ لا يمكن إحداث تغيير إلا من خلالها فالبطل حوطه الجماهير من كل صوب ويحاصر في دائرة ضيقة جدا فيطلق الرصاص بشكل عشوائي علي وكيل النيابة ممثل القانون وسكان الحارة ممثلي الشعب ثم يوجه المسدس إلي نفسه وينتحر فيكون الجزاء من جنس العمل ويصبح المعني واضح كل الوضوح، حيث الانتحار هو مصير السلطة الغاشمة ـ الجهولة التي تمتلك القوة وتتجاهل القانون!
2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imad07.ahlamontada.com
 
هي فوضي : فيلم يثبت يوسف شاهين في خندق المعارضة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كواليس الفن والسينما-
انتقل الى: